المحجّلين، وموالي المسلمين. ونحن أمان لأهل الأرض، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، بنا ينزل الغيث، وتُنشر الرحمة، وتخرج بركات الأرض، ولولا ما على الأرض منّا لا نساخت بأهلها»([314]). ومن خطبة للإمام علىّ كرّم الله وجهه يذكر فيها أهل البيت: «هم عيش العلم وموت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم، وظاهرهم عن باطنهم، وصمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه، هم دعائم الإسلام، وولائج الاعتصام، بهم عاد الحقّ إلى نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منيّته، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية، لا عقل سماع ورواية، فإنّ رواة العلم كثير ووعاته قليل»([315]). ومن خطبه (عليه السلام): «فأين تذهبون وأنّى تُؤفكون، والأعلام قائمة، والآيات واضحة، والمنابر منصوبة، فأين يُتاه بكم وكيف تَعمهون، وبينكم عترة نبيّكم، وهم أَلسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن. أيّها الناس، خذوها عن خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه يموت من مات منّا وليس بميّت، ويُبلى مَن بلي منّا وليس ببال، فلا تقولوا بما لاتعرفون، فإنّ أكثر الحقّ فيما تنكرون، واعذروا من لا حجّة له عليكم»([316]). ويقول (عليه السلام): «انظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم، واتّبعوا أثرهم، فإنّهم يخرجون بكم إلى هدىً، ولن يعيدوكم في ردىً، فإن لَبدوا فالْبِدوا، وإن نهضوا فانهضوا، ولا تستبقوهم فتضلّوا، ولا تتأخّروا عنهم فتهلكوا»([317]). وخطب(رضي الله عنه) بالمدينة بعد بيعة الناس: فقال: