وهم ينابيع الحكمة، فيهم كرائم القرآن، وهم كنوز الرحمان، إن نطقوا صدقوا.... ناصرهم ومحبّهم ينتظر رحمة الله ونفحاته، وعدوّهم ومبغضهم يستقبل نقمة الله وسطواته، بهم هدايتنا من الظلماء.... وهم موضع سرّ المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، وملجأ أمره، ومؤمّل كلمه، فهم أساس الدين، وعماد اليقين. وإكرام أهل البيت واجب، تعظيماً للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). وعن أنس قال: بينما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المسجد إذ أقبل علىٌّ فسلّم، ثم وقف، فنظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في وجوه الصحابة أيّهم يفسح له، وكان أبو بكر عن يمين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتزحزح عن مجلسه، قال:ها هنا يا أباالحسن، فجلس بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين أبي بكر، فعرف البِشْر في وجه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: «يا أبابكر، إنّما يعرف الفضل من الناس ذوو الفضل»([312]). وفي المناقب: عن هشام بن حسّان، قال: خطب الحسن بن علي(رضي الله عنه) بعد بيعة الناس له بالأمر، فقال: «نحن حزب الله الغالبون، ونحن عترة رسوله الأقربون، ونحن أهل بيته الطيّبون، ونحن أحد الثقلين اللّذين خلّفهما جدّي صلّى الله عليه وسلّم في أُمته، ونحن ثاني كتاب الله، فيه تفصيل كلّ شيء، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، فالمعوّل علينا في تفسيره، ولا تظنى تأويله، فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله عزّوجلّ وطاعة رسوله مقرونة، قال جلّ شأنه:(يأيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم) »([313]). وعنه أيضاً قال: «نحن أئمة المسلمين، وحجج الله على العالمين، وسادة المؤمنين، وقادة الغرّ