وقال عمر بن الخطّاب: فتزوّجت أُمّ كلثوم لمّا سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يومئذ، وأحببت أن يكون بيني وبينه نسب وسبب([267])([268]). ومن مزيد فضلهم: أنّ الله قد وكّل بعض الملائكة بمعونتهم، وكما ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): أنّ أباذر كان ينادي عليّاً، فرأى رحى تطحن في بيته وليس معها أحد ! فأخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك، فقال: «يا أباذر، أما علمت أنّ لله ملائكة سيّاحين في الأرض، قد وكِّلوا بمعونة آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) »([269]). وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: كان لآل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خادم تخدمهم يقال لها: بُرَيْرة، فلقيها رجل، فقال لها: يا بُرَيْرة غطِّي شُفَيْعاتك([270])، فإنّ محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) لن يغني عنك من الله شيئاً، قالت: فأخبرت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فخرج يجرّ رداءه، وكنّا معشر الأنصار نعرف غضبه بجرّ ردائه وحمرة وجنتيه، فأخذنا السلاح ثم أتيناه، فقلنا: يا رسول الله، مرنا بما شئت، والذي بعثك بالحقّ نبيّاً لو أمرتنا بآبائنا وأُمّهاتنا وأولادنا لمضينا لقولك فيهم، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «من أنا ؟»