المشركون يؤذون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأمرهم الله بمودّته، فلمّا هاجر آوته الأنصار ونصروه، فأنزل الله عليه:(وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلاّ على ربّ العالمين) وأنزل عليه:(قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلاّ على الله)([255]). ويشير لتلك الآية الكريمة سيدي محيي الدين ابن العربي في قوله: أرى حبّ أهل البيت عندي فريضةً *** على رغم أهل البُعد يورثني القربى فما اختار خيرُ الخلق منّا جزاءَه *** على هديه إلاّ المودّة في القربى([256]) ويشير الإمام الشافعي إلى مضمون الآية الكريمة فيقول: يا أهل بيت رسول الله حبّكم *** فرض من الله في القرآن أنزله([257]) ويقول الشيخ شمس الدين ابن العربي: رأيت ولائي آل طه فريضةً *** على رغم أهل البُعد يورثني القربى فما طلب المبعوث أجراً على الهدى *** بتبليغه إلاّ المودّة في القربى([258]) وروى البزّار والطبراني: أنّ الحسن بن علىّ(عليهما السلام) خطب يوماً فقال: «من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن، ابن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا ابن آل البيت الذين افترض الله مودّتهم على كلّ مسلم، وأنزل فيهم:(قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ومن يقترف حسنةً نزد له فيها حسناً) فاقتراف الحسنات مودّتنا أهل البيت»([259]).