وأفاد الفخر الرازي([260]) ما نصّه: وإذا ثبت هذا، يعني: أنّها نزلت في علىٍّ وفاطمة وابنيهما، وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم، وتدلّ عليه عدّة وجوه: (أ) قوله تعالى:(إلاّ المودّة في القربى) ووجه الاستدلال به: أنّ آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكلّ من كان من أمرهم إليه أشدّ وأكمل كانوا هم «الآل»، ولا شكّ أنّ فاطمة وعليّاً والحسن والحسين (عليهم السلام) كان التعلّق بينهم وبين الرسول عليه الصلاة والسلام أشدّ التعلّقات، فوجب أن يكونوا هم «الآل». (ب) ولا شكّ أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحبّ فاطمة(عليها السلام)، وثبت بالنقل المتواتر عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه كان يحبّ عليّاً والحسن والحسين(كما سيرى القارئ في الفصول القادمة) وإذا ثبت ذلك وجب على كلّ الأُمّة مثله، لقوله تعالى:(واتّبعوه لعلّكم تهتدون)([261])، ولقوله تعالى:(فليحذر الذين يخالفون عن أمره)([262])، ولقوله:(إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله)([263]) ولقوله سبحانه وتعالى:(لقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة)([264]). (جـ) أنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهّد في الصلاة. فإنّ ملايين المسلمين في كلّ العصور والأزمان يصلّون على النبي وآله في صلواتهم، في أثناء الليل والنهار. أليس كلّ مسلم كان أوسيكون يختم صلاته قائلا: «التحيّات المباركات، الصلوات الطيّبات لله، السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمداً