إلاّ على الله)([247]). وقيل في سبب نزول الآية: عن الحسن(رضي الله عنه): نزلت حين تفاخرت الأنصار والمهاجرون: فقالت الأنصار: نحن فعلنا، وفخرت المهاجرون بقرابتهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)([248]). وعن ابن عباس قال: سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً، فخطب فقال للأنصار: «ألم تكونوا أذلاّء فأعزّكم الله بي ؟ ألم تكونوا ضلاّلا فهداكم الله لي ؟ ألم تكونوا خائفين فأمّنكم الله بي ؟ أَلا تردّون علىَّ ؟» فقالوا: بم نجيبك ؟ قال: «تقولون: ألم يطردك قومك فآويناك ؟ ! ألم يكذّبك قومك فصدّقناك ؟ !» فعدّد عليهم، قال: فجثوا على ركبهم فقالوا: أنفسنا وأموالنا لك، فنزلت(قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى)([249]). وقال قَتادة: قال المشركون: لعلّ محمداً فيما يتعاطاه يطلب أجراً، فنزلت هذه الآية ليحثّهم على مودّته ومودّة أقربائه([250]). قال الثعلبي: وهذا أشبه بالآية، لأنّ السورة مكّية، وقوله تعالى:(ومن يقترف حسنةً) أي: يكتسب([251]). وقال ابن عباس:(ومن يقترف حسنةً) قال: المودّة لآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)(نزد له فيها حسناً) أي: نضاعف له الحسنة بعشر فصاعداً(إن الله غفور شكور)([252]). قال قَتادة:(غفور) لذنوب(شكور) للحسنات([253]). وقال السدّي:(غفور) لذنوب آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)(شكور) لحسناتهم([254]). وقال الحسن بن الفضل، ورواه ابن جرير عن الضحّاك: إنّ الآية نزلت بمكّة، وكان