وقال أبو علي: قال لي أحمد بن حنبل: «إن قرأت هذا الإسناد على مجنون برئ من جنونه، وما عيب هذا الحديث إلاّ جودة إسناده»[62]. وفي نثر الدر للآبي: حديث أبو الصلت قال: كنت... وذكر الحديث، ثمّ قال: فقال أحمد بن حنبل: «لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه»[63]. وفي المستدرك للحاكم، بعد ذكره حديث ابن عباس في فضل علي (عليه السلام) من طريق أحمد، قال: عن أبي حاتم الرازي أنّه قال: كان يعجبهم أن يجدوا الفضائل من رواية أحمد بن حنبل »[64]. 10 ـ قيمة هذا الكتاب وأحاديث كتاب «فضائل الصحابة» مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ ما يقرب من ثلثها من رواية القطيعي وعبدالله، تنقسم إلى أقسام: منها: ما هو صحيح لذاته أو لغيره، ومنها: ما هو حسن لذاته أو لغيره، ومنها: ما هو ضعيف، ومنها: ما هو شديد الضعف، وقد قال الإمام أحمد لابنه عبدالله حول أحاديثه المذكورة في المسند: «قصدت الحديث المشهور وتركت النّاس تحت ستر الله، ولو أردت أن أقصد ما صحّ عندي، لم أرو هذا المسند إلاّ الشيء بعد الشيء، ولكنّك تعرف طريقتي في الحديث: لست أخالف ما فيه ضعف إذا لم يكن في الباب شيءٌ يدفعه». ومن لاحظ كتاب العلل لأحمد عرف هذا بوضوح. والأمر هيِّن مع وجود القرآن العظيم والسنّة النبويّة المتواترة والقواعد العقليّة. وقد اهتمّ بهذا الكتاب عامّة العلماء ومن مختلف المذاهب والفرق، مثل: الحاكم النيسابوري