صلاة الجمعة في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) يرتبط تاريخ هذه الصلاة في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ـ وهي مدرسة الإسلام بلا ريب ـ بدور هذه الصلاة نفسها. ذلك إننا من خلال ما رأيناه نُدرك أنّ صلاة الجمعة عبادة سياسية ترمز إلى نوعية العلاقة الاجتماعية فيما بين الأفراد أنفسهم من جهة، وبينهم وبين قيادتهم من جهة أُخرى، فمصيرها مرتبط بمصير القيادة الإسلامية المؤهلة العادلة تمام الارتباط. ـ ولذا نجد هذه الصلاة تفقد شرط قيامها لدى الكثير من علماء هذه المدرسة عندما تسلّم الحكم أمثال: معاوية، ويزيد، والسّفاح، والمتوكل من الطغاة المتحكّمين ظلماً بالعباد.. ـ وكان هذا المعنى مع وجود شيء من الاختلاف في النصوص، العامل الذي دعا العلماء لأن ينقسموا إلى طوائف: ـ فطائفة ترى وجوب هذه الصلاة تعييناً. وأخرى ترى أنّها تتحول إلى واجب تخييري، مثلها كمثل صلاة الظهر يوم الجمعة. في حين ترى طائفة ثالثة أنّها تسقط عن الوجوب.. وهكذا. ـ وكان هذا الاختلاف عاملاً في عدم عمومية إقامة هذه الصلاة بين أتباع هذه المدرسة. كما قد يكون من العوامل التي دعت ـ ولو من بعيد ـ للعمل على تهيئة أرضية الوجوب من جديد، أي إعادة الحكم الإسلامي إلى الواقع التطبيقي، ليؤم الحاكم أو من يعيّنه الحاكم