المصلّين يوم الجمعة. ومن هنا نقول أيضاً: ـ إنّ من أكبر نتائج نجاح الثورة الإسلامية الظافرة في إيران بقيادة قائد النهضة الإسلامية الحديثة الإمام الخميني (قدس سره) عودة صلاة الجمعة، رمز المجتمع الإسلامي المصغّر، إلى الظهور كعامل ثوري ضخم، يشدّ الجماهير إلى بعضها البعض، ويشدّها جميعاً إلى قيادتها الحكيمة، ويعرب فيها الشعب عن إصراره على تطبيق الإسلام، ويتحدث فيها إمام الجمعة عن كلّ شيء بصراحة، يربّي فيها الأُمة، ويُطلعها على الموقف الاجتماعي والسياسي، ويستشيرها في اتخاذ المواقف المستقبلية. وهكذا عادت صلوات الجمعة والحاضرون فيها ـ أحياناً ـ يربون على المليوني شخص في مدينة طهران مثلاً، وهم جميعاً يتفاعلون مع روحها، ويتربون من خلالها. ـ وإنّ مقارنة بسيطة بين هذه الصلاة في طهران اليوم مثلاً وكثير من صلوات الجمعة التي تقام هنا وهناك، توضح الفارق الشاسع بينهما من حيث أداء الفرض العبادي السياسي المطلوب. ـ إنّ الاستعمار وعملاءه عملوا جهدهم على تفريغ هذه الصلاة من روحها الحقيقية، وتحويلها إلى مجرد طقس فارغ المحتوى لا يقوم بأي دور اجتماعي مطلوب، بل عادت في كثير من الأقطار إلى مجالات للتمويه، والتبرير، وتركيز الحكم الكافر، والتستر على جرائمه، والدعاء للطواغيت بطول العمر!! ـ ونجحت هذه السياسة الاستعمارية ـ إلى حدّ ما ـ لا في مجال صلاة الجمعة فحسب بل وفي الحج ومراسم العيد وأمثالها. ـ وكان أكبر عامل في نجاحها، هذا الفهم الغربي المستورد للدين، بالإضافة للعملاء المفكّريين والسياسيين المتحكمين ظلماً بهذه الأُمة، والناهبين لخيراتها، والممهدين لضياع