النيّة، والأمل بعطائه، والأمل هو دافع السعي. أمّا الوقوف بعرفة فهو ربيع الدعاء، ويكاد الإنسان لا يدري عن أيّ قول فيه يتحدّث، وإلى أيّ معنىً فيه يشير؟ وقد جاءت عن الأئمّة من أهل البيت (عليهم السلام) الكثير من الأدعية في هذا الموقف. ففي الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «وإنّما تعجّل الصلاة وتجمع بينهما لتفرّغ نفسك للدّعاء، فإنّه يوم دعاء ومسألة، ثمَّ تأتي الموقف وعليك السكينة والوقار، فاحمد الله وهلِّله، ومجِّده وأثنِ عليه وكبّره مائة مرّة، واحمده مائة مرّة، وسبّحه مائة مرّة، واقرأ: قل هو الله أحد مائة مرّة، وتخيَّر لنفسك من الدعاء ما أحببت، واجتهد فإنّه يوم دعاء ومسألة، وتعوَّذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنّ الشيطان لنْ يُذهلك في مواطن قطّ أحبّ إليه من أنْ يذهلك في ذلك الموطن، وإيّاك أنْ تشتغل بالنظر إلى الناس، وأقبِل قِبل نفسك. وليكن فيما تقوله: اللّهُمّ إنّي عبدك فلا تجعلني من أخيب وفدك، وارحم مسيري إليك من الفجّ العميق. وليكن فيما تقول: اللّهُمّ ربّ المشاعر كلِّها فكّ رقبتي من النار، وأوسع عليَّ من رزقك الحلال، وادرأ عنّي شرَّ فسقة الجنّ والإنس. وتقول: اللّهُمّ لا تمكر بي، ولا تخدعني، ولا تستدرجني. وتقول: اللّهُمّ إنّي أسألك بحولك وجودك وكرمك، ومنّك وفضلك، يا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، أنْ تصلّي على محمد وآل محمد وأنْ تفعل بي (كذا وكذا). وليكن فيما تقول وأنت رافعٌ رأسك إلى السماء: اللّهُمّ حاجتي إليك التي إنْ أعطيتنيها لم يضرّني ما منعتني، والتي إنْ منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، أسألك خلاص رقبتي من النار.