وليكن فيما تقول: اللّهُمّ إنّي عبدك ومِلك يدك، ناصيتي بيدك، وأجلي بعلمك، أسألك أنْ توفّقني لمّا يرضيك عنّي، وأنْ تسلَّم منّي مناسكي التي أريتها خليلك إبراهيم صلوات الله عليه، ودللت عليها نبيّك محمداً (صلى الله عليه وآله). وليكن فيما تقول: اللّهُمّ اجعلني ممّن رضيت عمله، وأطلت عمره، وأحييته بعد الموت حياةً طيّبة» ([57]). وروي عن الإمام الحسين (عليه السلام) دعاؤه المعروف في يوم عرفة، وهو من أغنى الأدعية وأشدّها تأثيراً في النفس، وهو دعاء طويل نقتبس منه هذه العبارة: «اللّهُمّ اجعلني أخشاك كأنّي أراك، وأسعدني بتقواك، ولا تُشقني بمعصيتك، وخِرْ لي في قضائك، وبارك لي في قدرك، حتّى لا اُحبّ تعجيل ما أخّرت ولا تأخير ما عجّلت. اللّهُمّ اجعل غناي في نفسي، واليقين في قلبي، والإخلاص في عملي، والنور في بصري، والبصيرة في ديني، ومتّعني بجوارحي، واجعل سمعي وبصري الوارِثَين منّي، وانصرني على من ظلمني...» ([58]). ولا أجدني هنا بحاجة لشرح معاني هذا المقطع الجليل، بل لا أستطيع ذلك في هذا المختصر. أمّا الرمي فيقترن بالتكبير وهو يحمل المعنى الأساس للإسلام، أو فلنقل: يكمل الصورة التي يؤدّيها العمل. فالعمل يجسّد مضمون: (لا إله)، والقول يؤكّد منطوق: (إلاّ الله)، فما أجمل هذا الانسجام. وهكذا نجد إلى جنب كلِّ عمل قولاً يشترك معه في إعطاء الصورة الكاملة للمشاعر، وإغناء الشعور بما يحقّق الهدف.