عجّت نساء بني زياد عجّة *** كعجيج نسوتنا غداة الأرتب([507]) وكانت بنت عقيل بن أبي طالب([508]) تخرج في نسائها حاسرة وتنشد: ماذا تقولون إن قال النبي لكم: *** ماذا فعلتم وأنتم آخر الأُمم بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي *** منهم أُسارى ومنهم ضرّجوا بدم ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم *** أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي([509]) فكان الأُمويون يجيبون بمثل تلك الشماتة، ويقولون ـ كما قال عمرو ابن سعيد ـ: « ناعية كناعية عثمان ! »([510]). ولا موضع للشماتة هنا بالحسين ; لأنّه قد أُصيب على باب عثمان وهو يذود عنه ويجتهد في سقيه وسقي آل بيته([511]).. ولكنّها شماتة هوجاء لا تعقل ما تصنع ولاما تقول. ثورة المدينة وللقدر المتاح لجّت بالولاة الأُمويين رغبتهم في تلفيق « المظاهرات