ووجدت بعد موته (رضي الله عنه) ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة غير إصابة النبل والسهام، وأحصاها بعضهم في ثيابه فإذا هي مائة وعشرين([442]). ونزل خولي بن يزيد الأصبحي ليحتزّ رأسه، فملكته رعدة في يديه وجسده، فنحّاه شمر وهو يقول له: ـ « فتّ الله في عضدك ! ». واحتزّ الرأس([443]) وأبى إلاّ أن يسلّمه في رعدته سخرية به وتمادياً في الشرّ وتحدّياً به لمن عسى أن ينعاه عليه ! وقضى الله على هذا الخبيث الوضر([444]) أن يصف نفسه بفعله لا يطرقه الشكّ والاتّهام، فكان ضغنه هذا كلّه ضغناً لا معنى له ولا باعث إليه إلاّ أنّه من أُولئك الذين يخزيهم اللؤم فيسلّيهم بعض السلوى أن يؤلموا به الكرام، ويجعلوه تحدّياً مكشوفاً كأنّه معرّض للزهو والفخار، وهم يعلمون أنّه لا يفخر به ولا يزهى ! ولكنّهم يبلغون به مأربهم إذا آلموا به من يحسّ فيهم الضعة والعار.