ضربته قطعناه.. الرأي رأيك، ونحن طوع يمينك ». ثمّ أقبل مروان في وفد منهم كثير إلى دمشق، فذهب إلى قصر معاوية وقد أذن للناس، فمنعه الحاجب ; لكثرة من رأى معه، فضربوه، واقتحموا الباب. ودخل مروان وهم معه حتّى سلّم على معاوية وأغلظ له القول. فخاف معاوية هذا الجمع من وجوه قومه وترضّى مروان ما استطاع، وجعل له ألف دينار كلّ شهر ومائة لمن كان معه من أهل بيته([363]). * * * ولم يكن مروان وحده بالغاضب بين بني أُميّة من بيعة يزيد، بل كان سعيد بن عثمان بن عفّان يرى أنّه أحقّ منه بالخلافة ; لأنّه ابن عثمان الذي تذرّع معاوية إلى الخلافة باسمه. فقال لمعاوية: ـ « يا أمير المؤمنين ! علامَ تبايع ليزيد وتتركني !.. فوالله لتعلم أنّ أبي خير من أبيه، وأُمّي خير من أُمّه، وأنّك إنّما نلت ما نلت بأبي ». فسرّى معاوية عنه، وقال له ضاحكاً هاشّاً: ـ « يا ابن أخي !.. أمّا قولك: إنّ أباك خير من أبيه، فيوم من عثمان خير من معاوية، وأمّا قولك: إنّ أُمّك خير من أُمّه، ففضل قرشيّة على كلبيّة فضل بيّن، وأمّا أن أكون نلت ما أنا فيه بأبيك فإنّما المُلك يؤتيه الله من يشاء.. قتل أبوك (رحمه الله) فتواكلته بنو العاص وقامت فيه بنو حرب، فنحن أعظم بذلك منّة عليك، وأمّا أن تكون خيراً من يزيد فوالله ما أحبّ أنّ داري مملوءة رجالاً مثلك بيزيد. ولكن دعني من هذا القول، وسلني