وأنّك ترى له ترك ما ينقم عليه لتستحكم له الحجّة على الناس([361]). * * * وقالوا: إنّ يزيد كفّ عن كثير ممّا كان يصنع بعد هذه النصيحة([362])، وإنّ معاوية أخذ برأي زياد في التؤدة، فلم يجهر بعقد البيعة حتّى مات زياد. وقد أحسّ معاوية الامتعاض من بيته قبل أن يحسّه من الغرباء عنه. فكانت امرأته فاختة بنت قرظة بن حبيب بن عبد شمس تكره بيعة يزيد، وتودّ لو آثر بالبيعة ابنها عبد الله، فقالت له: ـ « ما أشار به عليك المغيرة ؟.. أراد أن يجعل لك عدوّاً من نفسك يتمنّى هلاكك كلّ يوم ». واشتدّت نقمة مروان بن الحكم ـ وهو أقرب الأقرباء إلى معاوية ـ حين بلغته دعوة العهد ليزيد، فأبى أن يأخذ العهد له من أهل المدينة، وكتب إلى معاوية: « إنّ قومك قد أبوا إجابتك إلى بيعتك ». فعزله معاوية من ولاية المدينة، وولاّها سعيد بن العاص. فأوشك مروان أن يثور ويعلن الخورج، وذهب إلى أخواله من بني كنانة، فنصروه، وقالوا له: ـ « نحن نبلك في يدك وسيفك في قرابك. فمن رميته بنا أصبناه ومن