لمشيريه من خاصّته وأهل بيته، فاختلفوا في مشورتهم عليه بين موافق ومثبّط وناصح بالمسير إلى جهة غير جهة العراق. وكان أخوه محمّد بن الحنفيّة([311]) يرى ـ وهو بعد في المدينة ـ أن يبعث رسله إلى الأمصار ويدعوهم إلى مبايعته قبل قتال يزيد، فإن أجمعوا على بيعته فذاك، وإن اجتمع رأيهم على غيره « لم ينقض الله بذلك دينه ولا عقله »([312]). وكان عبد الله بن الزبير يقول له: « إن شئت أن تقيم بالحجاز آزرناك ونصحنا لك وبايعناك، وإن لم تشأ البيعة بالحجاز تولّيني أنا البيعة، فتطاع ولا تعصى »([313]). ويزعم كثير من المؤرّخين أنّ ابن الزبير كان متّهم النصيحة للحسين([314]). ومن هؤلاء المؤرّخين أبو الفرج الأصبهاني. قال: « إنّ عبد الله بن الزبير لم يكن شيء أثقل عليه من مكان الحسين بالحجاز، ولا أحبّ إليه من خروجه إلى العراق طمعاً في الوثوب بالحجاز ; لأنّ لا يتمّ له إلاّ بعد