خروج الحسين، فلقيه وقال له: « على أيّ شيء عزمت يا أبا عبد الله ؟ ». فأخبره برأيه في إتيان الكوفة، وأعلمه بما كتب به مسلم بن عقيل، فقال ] ابن [ الزبير: « فما يحبسك ؟ فوالله لو كان لي مثل شيعتك بالعراق ما تلوّمت في شيء »([315]). * * * ولعلّ أنصح الناس له في هذه المسألة كان عبد الله بن عبّاس ; لما بينهما من القرابة وما عرف به ابن عبّاس من الدهاء.. سأله: ـ « إنّ الناس أرجفوا أنّك سائر إلى العراق، فما أنت صانع ؟ ». قال: ـ « قد أجمعت السير في أحد يوميّ هذين ». فأعاذه ابن عبّاس بالله من ذلك، وقال له: ـ « إنّي أتخوّف عليك في هذا الوجه الهلاك. إنّ أهل العراق قوم غدر. أقم بهذا البلد فإنّك سيّد أهل الحجاز، فإن كان أهل العراق يريدونك ـ كما زعموا ـ فلينفوا عدوّهم، ثمّ أقدم عليهم، فإن أبيت إلاّ أن تخرج فسر إلى اليمن، فإنّ بها حصوناً وشعاباً ولأبيك بها شيعة ». فقال له الحسين: ـ « يا ابن العمّ، إنّي أعلم أنّك ناصح مشفق، ولكنّي قد أزمعت