وآثر أن يرسل إليهم ابن عمّه مسلم بن عقيل بن أبي طالب يمهّد له طريق البيعة إن رأى فيها محلاً لتمهيد، وكتب إلى رؤساء أهل الكوفة قبل ذلك كتاباً يقول فيه: « أمّا بعد: فقد أتتني كتبكم، وفهمت ما ذكرتم من محبّتكم لقدومي عليكم، وقد بعثت إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل، وأمرته أن يكتب إليَّ بحالكم وأمركم ورأيكم.. فإن كتب إليَّ أنّه قد أجمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجى([308]) منكم على مثل ما قدمت عليَّ به رسلكم وقرأت في كتبكم، أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله. فلعمري ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحقّ والحابس نفسه على ذات الله، والسلام »([309]). * * * ثمّ بلغ الحسين أنّ مسلماً قد نزل الكوفة، فاجتمع على بيعته للحسين اثنا عشر ألفاً، وقيل: ثمانية عشر ألفاً([310])، فرأى أن يبادر إليه قبل أن يتفرّق هذا الشمل ويطول عليهم عهد الانتظار والمراجعة، فظهر عزمه هذا