مجهول الأب، فكانوا يسمّونه زياد بن أبيه، ثمّ ألحقه معاوية بأبي سفيان ; لأنّ أبا سفيان ذكر ـ بعد نبوغ زياد ـ أنّه كان قد سكر بالطائف ليلة فالتمس بغيّاً، فجاءوه بجارية تدعى سميّة، فقالت له ـ بعد مولد زياد ـ: إنّها حملت به في تلك الليلة([293]). وكانت أُمّ عبيد الله جارية مجوسيّة تدعى مرجانة، فكانوا يعيّرونه بها وينسبونه إليها([294]). ومن عوارض المسخ فيه ـ وهي عوارض لها في نفوس العرب دخلة تورث الضغن والمهانة ـ أنّه كان ألكن اللسان لا يقيم نطاق الحروف العربيّة. فكان إذا عاب الحروري من الخوارج قال: « هروري »، فيضحك سامعوه([295])، وأراد مرّة أن يقول: « اشهروا سيوفكم »، فقال: « افتحوا سيوفكم ! » فهجاه يزيد بن مفرّغ([296]) قائلاً: ويوم فتحت سيفك من بعيد *** أضعت وكلّ أمرك للضياع([297])