وشرّ هؤلاء جميعاً هم: شمر بن ذي الجوشن([286])، ومسلم بن عقبة([287])، وعبيد الله بن زياد. ويلحق بزمرتهم على مثال قريب من مثالهم عمر بن سعد بن أبي وقّاص. فشمر بن ذي الجوشن كان أبرص كريه المنظر قبيح الصورة([288])، وكان يصطنع المذهب الخارجي ليجعله حجّة يحارب بها عليّاً وأبناءه، ولكنّه لا يتّخذه حجّة ليحارب بها معاوية وأبناءه، كأنّه يتّخذ الدين حجّة للحقد، ثمّ ينسى الدين والحقد في حضرة المال. * * * ومسلم بن عقبة مخلوق مسمّم الطبيعة في مسلاخ إنسان.. « وكان أعور أمغر([289]) ثائر الرأس، كأنّما يقلع رجليه من وحل إذا مشى ». وقد بلغ من ضراوته بالشرّ ـ وهو شيخ فان مريض ـ أنّه أباح المدينة في حرم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثة أيام، واستعرض أهلها بالسيف جزراً كما يجزر القصّاب الغنم حتّى ساخت الأقدام في الدم، وقتل أبناء المهاجرين والأنصار وذرّية أهل بدر، وأخذ البيعة ليزيد بن معاوية على كلّ من استبقاه من الصحابة والتابعين على أنّه عبد قنّ لأمير المؤمنين([290]) !