بدعة هرقليّة كما سـمّـاها المسلمون في ذلك الزمان([273])، ولم يكن معقولاً أنّ العرب في صدر الإسلام يوجبون طاعة يزيد لأنّه ابن معاوية وهم لم يوجبوا طاعة آل النبي في أمر الخلافة لأنّهم قرابة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم). فقد شاءت عجائب التاريخ إذاً أن تقيم بين ذينك الخصمين قضيّة تتّضح فيها النزعة النفعيّة على نحو لم تتّضحه قط في أمثالها من القضايا، وقد وجب أن ينخذل يزيد كلّ الخذلان لولا النزعة النفعيّة التي أعانته وهو غير صالح لأن يستعين بها بغير أعوان من بطانته وأهله، ولئن كان في تلك النزعة النفعيّة مسحة تشوبها من غير معدنها الوضيع لتكوننّ هي عصبيّة القبيلة من بني أُميّة، وهي هنا نزعة مواربة([274]) تعارض الإيمان الصريح ولا تسلم من الختل([275]) والتلبيس. * * * لهذا شكّ بعض الناس في إسلام ذلك الجيل من الأُمويين([276])، وهو شكّ لا نرتضيه من وجهة الدلائل التأريخيّة المتّفق عليها. فقد يخطر لنا الشكّ في صدق دين أبي سفيان ; لأنّ أخباره في