وعلى فرط ولعه بالطراد حين يكون الطراد لهواً وفراغاً، كانت همّته الوانية تفتر به عن الطراد حين تتسابق إليه عزائم الفرسان في ميادين القتال، ولو كان دفاعاً عن دينه ودنياه. فلمّا سيّر أبوه جيش سفيان بن عوف إلى القسطنطينية لغزو الروم ودفاعهم عن بلاد الإسلام ـ أو بلاد الدولة الأُمويّة ـ تثاقل وتمارض حتّى رحل الجيش، وشاع بعد ذلك أنّه امتحن في طريقه ببلاء المرض والجوع، فقال يزيد: ما إن أُبالي بما لاقت جموعهم *** بالفرقدونة([266]) من حمّى ومن موم([267]) إذا اتكأت على الأنماط([268]) مرتفقاً([269]) *** بدير مرّان([270]) عندي أُمّ كلثوم فأقسم أبوه حين بلغه هذان البيتان ليلحقنّ بالجيش ليدرأ عنه عار