كانوا ينكرون سبّ علي وشيعته([254])، فما زال بقيّة حياته يندم على هذه الفعلة، ويقول: « ما قتلت أحداً إلاّ وأنا أعرف فيم قتلته ما خلا حجراً، فإنّي لا أعرف بأيّ ذنب قتلته »([255]). وأُمّ يزيد هي ميسون بنت مجدل الكلبيّة من كرائم بني كلب المعرقات في النسب، وهي التي كرهت العيش مع معاوية في دمشق، وقالت تتشوّق إلى عيش البادية: للبس عباءة وتقرّ عيني *** أحبّ إليّ من لبس الشفوف([256]) وبيت تخفق الأرواح فيه *** أحب إليّ من قصر منيف ومن هذه الأبيات قولها: وخرق([257]) من بني عمّي فقير *** أحبّ إليّ من علج([258]) عنيف([259]) ! فأرسلها وابنها يزيد إلى باديتها، فنشأ يزيد مع أُمّه بعيداً عن أبيه. * * *