وليس في بني الإنسان من هو أشجع قلباً ممّن أقدم على ما أقدم عليه الحسين في يوم كربلاء. وقد تربّى للشجاعة كما تلقّاها في الدم بالوراثة، فتعلّم فنون الفروسيّة كركوب الخيل والمصارعة والعدو من صباه، ولم تفته ألعاب الرياضة التي تتمّ بها مرانة الجسم على الحركة والنشاط. ومنها لعبة تشبه « الجولف »([241])عند الأُوروبيين كانوا يسموّنها المداحي: جمع مدحاة، وهي: أحجار مثل القرصة يحفرون في الأرض حفرة ويرسلون تلك الأحجار، فمن وقع حجره في الحفيرة فهو الغالب([242]). أمّا عاداته في معيشته فكان ملاكها لطف الحسّ وجمال الذوق والقصد في تناول كلّ مباح. كان يحبّ الطيب والبخور، ويأنق للزهر والريحان.