المدّة([236]). وكان معاوية يعلم وفاءه وجوده معاً، فقال لصحبه يوماً ـ وقد أرسل الهدايا إلى وجوه المدينة من كسى وطيب وصلات ـ: « إنّ شئتم أنبأناكم بما يكون من القوم.. أمّا الحسن فلعلّه ينيل نساءه شيئاً من الطيب وينهب ما بقي من حضره ولاينتظر غائباً، وأمّا الحسين فيبدأ بأيتام من قتل مع أبيه بصفّين، فإن بقي شيء نحر به الجزر وسقى به اللبن »([237]). وشجاعة الحسين صفة لا تستغرب منه ; لأنّها الشيء من معدنه كما قيل. وهي فضيلة ورثها عن الآباء، وأورثها الأبناء بعده. وقد شهد الحروب في أفريقيّة الشماليّة وطبرستان([238]) والقسطنطينية([239])، وحضر مع أبيه وقائعه جميعاً من الجمل إلى صفّين([240]).