وروى أنس بن مالك([243]): أنّه كان عنده، فدخلت عليه جارية بيدها طاقة من ريحان، فحيّته بها. فقال لها: « أنت حرّة لوجه الله تعالى »، فسأله أنس متعجّباً: جارية تجيئك بطاقة ريحان فتعتقها ؟! ». قال: « كذا أدّبنا الله، قال تبارك وتعالى: (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّة فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)([244])، وكان أحسن منها عتقها »([245]). وكان يميل للفكاهة ويأنس في أوقات راحته لأحاديث أشعب([246])وأضاحيكه([247]). ولكنّه على شيوع الترف في عصره لم يكن يقارب منه إلاّ ما كان يجمل بمثله، حتّى تحدّث المتحدّثون أنّه لا يعرف رائحة الشراب. وكانت له صلوات يؤدّيها غير الصلوات الخمس، وأيام من الشهر يصومها غير أيام رمضان، ولا يفوته الحجّ عاماً إلاّ لضرورة([248]). وقد عاش سبعاً وخمسين سنة بالحساب الهجري([249])، وله من الأعداء