تأخذ كلّ شعبة منه بناحية من نواحي الوراثة. * * * ومن الثابت الذي لا نزاع فيه أنّ عبد المطّلب وأُميّة كانا يختلفان حتّى في الصورة والقامة والملامح. وفي نسل أُميّة شبهة نشير إليها ولا نزيد، فهي محلّ الإشارة والمراجعة في هذا المقام. دخل دغفل النسّابة([177]) على معاوية، فقال له: « من رأيت من علية قريش ؟ ». فقال: « رأيت عبد المطّلب بن هاشم وأُميّة بن عبد شمس ». فقال: « صفهما لي ». فقال: « كان عبد المطّلب أبيض مديد القامة حسن الوجه في جبينه نور النبوّة وعزّ الملك، يطيف به عشرة من بنيه كأنّهم أُسد غاب ». قال: « فصف أُميّة ». قال: « رأيته شيخاً قصيراً نحيف الجسم ضريراً، يقوده عبده ذكوان ». فقال معاوية: « مه !.. ذاك ابنه أبو عمرو »، فقال دغفل: « ذلك شيء قلتموه بعد وأحدثتموه.. وأمّا الذي عرفت فهو الذي أخبرتك به »([178]). وذكر الهيثم بن عدي([179]) في كتاب المثالب: أنّ أبا عمرو بن أُميّة كان عبداً لأُمية اسمه ذكوان فاستلحقه.