ونقل أبو الفرج الأصبهاني([180]) ـ وهو من الأُمويين ـ ما تقدّم([181])، فلم يعرض له بتفنيد. ووضح الفرق بين بني هاشم وبني أُميّة في الخلائق والمناقب في الجاهليّة قبل الإسلام. فكان الهاشميون سراعاً إلى النجدة ونصرة الحقّ والتعاون عليه، ولم يكن بنو أُميّة كذلك، فتخلّفوا عن حلف الفضول الذي نهض به بنو هاشم وحلفاؤهم، وهو الحلف الذي اتّفق فيه نخبة من رؤساء قريش « ليكوننّ مع المظلوم حتّى يؤدّوا إليه حقّه، وليأخذنّ أنفسهم بالتآسي في المعاش والتساهم في المال، وليمنعنّ القوي من ظلم الضعيف والقاطن من عنف الغريب »، واتّفقوا على هذا الحلف ; لأنّ العاص بن وائل([182]) اشترى بضاعة من رجل زبيدي ولواه([183]) بثمنها، فنصروا الرجل الغريب على القرشي وأعطوه حقّه([184]). ولمّا تنافر عبد المطّلب وحرب بن أُميّة إلى نفيل بن عدي قضى لعبد المطّلب، وقال لحرب: