قيل. ثمّ أمر به فسحب على وجهه، حتّى أُلقي في النّار. ورجل وسّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كلّه، فأُتي به، فعرّفه نعمه، فعرفها. قال: فما عملت فيها ؟ قال: ما تركت من سبيل تحبّ أن يُنفق فيها إلاّ أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنّك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل. ثمّ أمر به فسحب على وجهه، حتّى ألقي في النّار[695]. وأخرجه مسلم بطريق آخرى عن علي بن خشرم، عن الحجّاج ـ يعني ابن محمد ـ عن ابن جريج، بمثل الرواية السابقة، إلاّ أنّه قال فيها: «تفرّج النّاس عن أبي هريرة، فقال له ناتل الشّاميّ».[696] وأخرجه النسائي بألفاظ قريبة من ألفاظ مسلم، عن محمد بن عبدالأعلى، عن خالد، عن ابن جريج إلاّ أنّه قال: «تفرّق النّاس عن أبي هريرة، فقال له قائل من أهل الشّام» بدل: «ناتل أهل الشّام».[697] ] 373[ وأخرج الترمذي في السنن بألفاظ مغايرة بإسناده عن سويد بن نصر، عن عبدالله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن الوليد بن أبي الوليد المدائني، عن عقبة بن نافع: أنّ شُفيّاً الأصبحي حدّثه عن أبي هريرة في حديث طويل عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إنّ الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم، وكلّ أمّة جاثية، فأوّل من يدعونه رجل جمع القرآن، ورجل يقتتل في سبيل الله، ورجل كثير المال. فيقول الله للقارئ: ألم أعلّمك ما أنزلت على رسولي ؟ قال: بلى، يا ربّ. قال: فماذا عملت فيما علّمت ؟ قال: كنت أقوم به آناء اللّيل وآناء النّهار. فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال: إنّ