فقالوا: إنّك لو سألت الله أن يريك أن تنظر إليه لأجابك، وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حقّ معرفته. فقال موسى (عليه السلام): يا قوم إنّ الله لا يُرى بالأبصار، ولا كيفيّة له، وإنّما يُعرف بآياته، ويُعلم بأعلامه[32]. فقالوا: لن نؤمن لك حتّى تسأله، فقال موسى (عليه السلام): يا ربّ إنّك قد سمعت مقالة بني اسرائيل، وأنت أعلم بصلاحهم. فأوحى الله جلّ جلاله إليه: يا موسى، اسألني ما سألوك، فلن أو أخذك بجهلهم. فعند ذلك قال موسى (عليه السلام): (ربّ أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقرّ مكانه) وهو يهوى (فسوف تراني فلمّا تجلّى ربّه للجبل) بآية من آياته (جعله دكّاً وخرّ موسى صعقاً فلمّا أفاق قال سبحانك تبت إليك) يقول: رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي (وأنّا أوّل المؤمنين) [33] منهم بأنّك لا تُرى.[34] ] 14[ روى علىّ بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في حديث قال: إنّ لله كرامة في عباده المؤمنين في كلّ يوم جمعة، فإذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى