فصل ما جاء في رؤية الله سبحانه في يوم القيامة ما ورد من طريق الشيعة: ] 13[ روى الشيخ الصدوق بإسناده عن تميم بن عبدالله بن تميم القرشي، قال: حدثني أبي، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمد بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) فقال المأمون: يا بن رسول، أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟ قال: بلى، (إلى أن قال:). فقال: إنّ كليم الله موسى بن عمران (عليه السلام) علم أنّ الله تعالى عنّ أن يُرى بالأبصار، ولكنّه لمّا كلّمه الله عزّ وجلّ وقرّبه نجيّاً رجع إلى قومه، فأخبرهم أنّ الله عزّ وجلّ كلّمه وقرّبه وناجاه، فقالوا: لن نؤمن لك حتّى نسمع كلامه كما سمعت، وكان القوم سبعمائة ألف رجل، فاختار منهم سبعين ألفاً، ثمّ اختار منهم سبعة آلاف، ثمّ اختار منهم سبعمائة، ثمّ اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربّه، فخرج بهم إلى طور سيناء، فأقامهم في سفح الجبل، وصعد موسى (عليه السلام) إلى الطّور، وسأل الله تبارك وتعالى أن يكلّمه ويُسمعهم كلامه، فكلّمه الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء وأمام، لأنّ الله عزّ وجلّ أحدثه في الشجرة، ثمّ جعله منبعثاً منها حتّى سمعوه من جميع الوجوه. فقالوا: لن نؤمن لك بأنّ هذا الّذي سمعناه كلام الله حتّى نرى الله جهرة، فلمّا قالوا هذا القول العظيم واستكبروا وعتوا، بعث الله عزّ وجلّ عليهم صاعقة، فأخذتهم بظلمهم فماتوا، فقال موسى: يا ربّ ما أقول لبني اسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا: إنّك ذهبت بهم فقتلتهم، لأنّك لم تكن صادقاً فيما ادّعيت من مناجاة الله إياك، فأحياهم الله وبعثهم معه.