رسلي ولا اُبالي، وخلقتك وخلقت ذريّتك من غير فاقة بي إليك وإليهم، وإنّما خلقتك وخلقتهم لأبلوك وأبلوهم أيّكم أحسن عملا في دار الدنيا في حياتكم، وقبل مماتكم، فلذلك خلقت الدنيا والآخرة والحياة والموت والطاعة والمعصية والجنّة والنار، وكذلك أردت في تدبيري وتقديري. وبعلمي النافذ فيهم خالفت بين صورهم وأجسامهم وألوانهم وأعمارهم وأرزاقهم وطاعتهم ومعصيتهم، فجعلت منهم الشقي والسعيد، والبصير والأعمى، والقصير والطويل، والجميل والدميم، والعالم والجاهل، والغني والفقير، والمطيع والعاصي، والصحيح والسقيم، ومن به الزمانة ومن لا عاهة به، فينظر الصحيح إلى الذي به العاهة فيحمدني على عافيته، وينظر الذي به العاهة إلى الصحيح فيدعوني ويسألني أن أُعافيه، ويصبر على بلائي فأُثيبه جزيل عطائي، وينظر الغني إلى الفقير فيحمدني ويشكرني، وينظر الفقير إلى الغني فيدعوني ويسألني، وينظر المؤمن إلى الكافر فيحمدني على ما هديته. فلذلك خلقتهم لأبلوهم في السرّاء والضرّاء وفيما أُعافيهم وفيما أبتليهم، وفيما أُعطيهم، وفيما أمنعهم، وأنا الله الملك القادر، ولي أن أمضي جميع ما قدّرت على ما دبّرت، ولي أن أغيّر من ذلك ما شئت إلى ما شئت، وأقدّم من ذلك ما أخّرت، وأؤخّر ذلك ما قدّمت، وأنا الله الفعّال لما أريد، لا أُسأل عمّا أفعل، وأنا أسأل خلقي عمّا هم فاعلون[344]. ] 174[ روى الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن عبدالله بن سنان، قال: لمّا قدم أبو عبدالله (عليه السلام) على أبي العباس وهو بالحيرة، خرج يوماً يريد عيسى بن موسى، فاستقبله بين الحيرة والكوفة ومعه ابن شبرمة القاضي، فقال له: إلى أين يا أبا عبدالله ؟ فقال: أردتك، فقال: قد قصر الله خطوك، قال: فمضى معه.