فقال له ابن شبرمة: ما تقول يا ابا عبدالله في شيء سألني عنه الأمير فلم يكن عندي فيه شيء ؟ فقال: وما هو ؟ قال: سألني عن أوّل كتاب كتب في الأرض، قال: نعم، إنّ الله عزّ وجلّ عرض على آدم (عليه السلام) ذرّيته عرض العين، في صور الذرّ، نبيّاً فنبيّاً، وملكاً فملكاً، ومؤمناً فمؤمناً، وكافراً فكافراً، فلمّا انتهى إلى داود (عليه السلام) قال: من هذا الذي نبّأته وكرّمته وقصرت عمره ؟ قال: فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: هذا ابنك داود عمره أربعون سنة، وإنّي قد كتبت الآجال وقسّمت الارزاق، وأنا أمحو ما أشاء وأثبت وعندي ام الكتاب، فإن جعلت له شيئاً من عمرك ألحقت له. قال: يا ربِّ، قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المائة. قال: فقال الله عزّ وجلّ لجبرئيل وميكائيل وملك الموت: اكتبوا عليه كتاباً، فانّه سينسى، قال: فكتبوا عليه كتاباً وختموه بأجنحتهم من طينة علّييّن. قال: فلمّا حضرت آدم الوفاة أتاه ملك الموت. فقال آدم: يا ملك الموت ما جاء بك ؟ قال: جئت لأقبض روحك، قال: قد بقي من عمري ستون سنة، فقال: إنّك جعلتها لابنك داود. قال: ونزل عليه جبرئيل وأخرج له الكتاب.[345] ] 175[ روى الصدوق بإسناده، عن أبي عبدالله محمد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذي، قال: حدّثنا أبو علي محمد بن الحارث بن سفيان الحافظ السمرقندي قال: حدّثنا صالح بن سعيد الترمذي، قال: حدثنا عبدالمنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب اليماني قال: لمّا أسجد الله عزّ وجلّ الملائكة لآدم (عليه السلام)، وأبى إبليس أن يسجد، قال له ربه عزّ وجلّ: (فاخرج منها فإنّك رجيم وإنّ عليك اللعنة إلى يوم الدّين) [346]. ثم قال عز وجل لآدم: يا آدم! انطلق إلى هؤلاء الملأ من الملائكة فقل: السلام عليكم