] 173[ روى الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) يقول: إنّ الله عزّ وجلّ لمّا أخرج ذرّية آدم (عليه السلام) من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبيّة له، وبالنبوّة لكلّ نبىّ، فكان أوّل من أخذ له عليهم الميثاق بنبوّته محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) ثم قال الله عزّ وجلّ لآدم: انظر ماذا ترى ؟ قال: فنظر آدم إلى ذريّته وهم ذرّ قد ملأوا السماء. قال آدم: يا ربِّ، ما أكثر ذريّتي ! ولأمر ما خلقتهم فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم ؟ قال الله عزّ وجلّ: يعبدونني لا يشركون بي شيئاً، ويؤمنون برسلي ويتّبعونهم. قال آدم: يا ربِّ، فما لي أرى بعض الذّر أعظم من بعض، وبعضهم له نور كثير، وبعضهم له نور قليل، وبعضهم ليس له نور ؟ فقال الله عزّ وجلّ: كذلك خلقتهم لأبلوهم في كل حالاتهم. قال آدم: يا ربِّ فتأذن لي في الكلام فأتكلم ؟ قال الله عزّ وجلّ: تكلّم فإنّ روحك من روحي[341]، وطبيعتك[342] خلاف كينونتي[343]. فقال آدم: يا ربِّ، فلو كنت خلقتهم على مثال واحد، وقدر واحد، وطبيعة واحدة، وجبلّة واحدة، وألوان واحدة، وأعمار واحدة، وارزاق سواء، لم يبغ بعضهم على بعض، ولم يكن بينهم تحاسد ولا تباغض، ولا اختلاف في شيء من الأشياء. قال الله عزّ وجلّ: يا آدم، بروحي نطقت، وبضعف طبيعتك تكلّفت ما لا علم لك به، وأنا الله الخالق العالم، بعلمي خالفت بين خلقي، وبمشيئتي يمضي فيهم أمري، وإلى تدبيري وتقديري صائرون، لا تبديل لخلقي إنّما خلقت الجنّ والإنس ليعبدون، وخلقت الجنّة لمن أطاعني وعبدني منهم واتّبع رسلي ولا اُبالي، وخلقت النار لمن كفر بي وعصاني ولم يتّبع