فصل ما جاء في خلق آدم (عليه السلام) وعرض ذرّيته عليه ما ورد من طريق الشيعة: ] 172[ روى البرقي في محاسنه، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لو علم الناس كيف كان ابتداء الخلق لما اختلف اثنان. فقال: إنّ الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق الخلق قال: كن ماءً عذباً أخلق منك جنتي وأهل طاعتي، وقال: كن ماء ملحاً أجاجاً أخلق منك ناري وأهل معصيتي. ثم أمرهما فامتزجا، فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر، ويلد الكافر مؤمناً، ثم أخذ طين آدم من أديم الأرض، فعركه عركاً [339] شديداً، فإذا هم كالذّر يدبّون. فقال لأصحاب اليمين: إلى الجنّة بسلام. وقال لأصحاب النار: إلى النار ولا أُبالي. ثم أمر ناراً فاستعرت، فقال لأصحاب الشمال: أُدخلوها، فهابوها، وقال لأصحاب اليمين: أدخلوها، فدخلوها. فقال: كوني برداً وسلاماً. فقال أصحاب الشمال: يا ربِّ أقلنا. فقال: قد أقلتكم فادخلوها، فذهبوا، فهابوها، فثم ثبتت الطاعة والمعصية، فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء، ولا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء.[340]