الضيقة ويدينون بدين الله وشريعته، عن الجمود والخمول، فلا يزعم أحدهم أنه أتى بالحق الذي لا مرية فيه وأن على سائر الناس أن يتبعوه . ولكن كان يقول: هذا مذهبي وما وصل إليه جهدي وعلمي ولست أبيح لأحد تقليدي وإتباعي، دون أن ينظر ويعلم من أين قلت ما قلت، فإن الدليل إذا استقام فهو عمدتي والحديث إذا صح فهو مذهبي. لقد أسهم الشيخ شلتوت بدور فعّال في الإصلاح في سبيل تحرير الفكر البشري من الأوهام والخرافات والرجوع به إلى جوهر الدين الصافي وحقيقته النقيه السليمة وإثارة الوعي الديني بالتوجيه والنصح والإرشاد مذكراً بماضي الإسلام وتاريخه وحضارته. جماعة التقريب يقول الشيخ عبد المجيد سليم في تأسيسها: لما ألفت «جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية» انفتح للمسلمين باب عظيم من الأمل في أن تتنزل عليهم الرحمه من الله تعم بلادهم وشعوبهم، وتدفع بهم في طريق الخلاص من الضعف الذي انتابهم والذل الذي أصابهم والشتات الذي فرق بين قلوبهم، وقال المخلصون لهذه الأمة إن التقريب بين المذاهب وسيلة ناجحة من وسائل التفاهم والشورى. وإنهم لواصلون إلى ما يبتغون من تأليف القلوب وجمعهم على كلمة سواء: بأن يؤمنوا بما آمن به الرسول والمؤمنون وأن يمحصوا ما يعرض لهم من مسائل الخلاف بتمحيص الصادقين المخلصين للحق الذين لا يبتغون الفلج ولا يتناعون الغلب، وأن يعودوا كما كانوا أمة واحدة رائدها حكمة الله وغايتها إعزاز دينه ونشر شريعته وإبلاغ العالمين رسالة خاتم النبيين. ويضيف الشيخ عبد المجيد سليم: وكان أهم ما اغتبطت له واستبشرت خيراً به، أن هذه الجماعة قد أخذت على عاتقها تبصير المسلمين بحقيقة دينهم، وأن تجلى لهم أصوله ومبادئه وعلومه حتى يعرفوه، فإنهم إذا عرفوه عشقوه، وإذا عشقوه لم يؤثروا عليه شيئاً ولم يدخروا في سبيل تصرفه وسعاً، فيصلح الله به أمر آخرهم كما صلح به أمر أوّلهم.