أهداف التقريب تحتم إحياءه إن سياسة الدول والأمم في العالم قائمة على التكتل والتحالف والانضواء في مجموعات متعاونة يساند بعضها بعضاً، ويدافع بعضها عن بعض ـ وإنهم ليلتمسون أوهى الأسباب والروابط ليرتبطوا بها، فأولى بالمسلمين أن يتحدوا فدينهم واحد وكتابهم واحد وهدفهم في الحياة بعد الممات واحد، وكل شيء بينهم يدعو إلى الوحدة والألفة، ويساعد على الوحدة، فمن الخير لهم دينياً، وسياسياً كما علمتنا أحوال العالم، أن يتفقوا ويتكتلوا، وينسوا خلافاتهم ويذكروا فقط أنهم مسلمون، وأن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً وأن الله أمرهم في كتابه العزيز بأن يعتصموا بحبله وأن يتعاونوا على البر والتقوى، ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان، وإلا يكونوا كالذين تفرقوا من بعدما جاءتهم البينات. * الدعوة إلى كلمة سواء بين جميع المسلمين في مختلف شعوبهم وطوائفهم: أن يكونوا لدينهم، لا لمذاهبهم، وأن يحفلوا بالأصول الجامعة لا بالفروع والخلافات المنهكة، وأن ينسوا العداوات ويتخففوا من العصبيات ويدركوا أن العالم لا ينتظرهم وأن الله لا يقبل عن المختلف معذرة. * ليس من غاية «التقريب بين المذاهب» أن يترك السني مذهبه أو الشيعي مذهبه إنّما غاية التقريب أن يتحد الجميع حول الأُصول المتفق عليها، ويعذر بعضهم بعضاً فيما وراء ذلك مما ليس شرطاً من شروط الإيمان، ولا ركناً من أركان الإسلام، ولا إنكاراً لما هو معلوم من الدين بالضرورة. * إن دعوة التقريب هي دعوة التوحيد والوحدة وهي دعوة الإسلام والسلام وهي دعوة العقول إلى البحث في إخلاص وتضامن وابتغاء الحق بالتجرد من كل هوى من شأنه أن يخل بتقوى الله وذلك أدب البحث والباحث حين يتجه إلى محراب العلم ملتمساً أن يفيض الله عليه من نفحاته، لا تأخذه عصبية ولا يسيطر عليه مذهبيه. * الاعتصام بمذهب السلف القائل: هذا مذهبي وما وصل إليه جهدي وعلمي ولست أبيح لأحد تقليدي وإتباعي دون أن ينظر ويعلم من أين قلت ما قلت، فإن الدليل إذا استقام فهو عمدتي والحديث إذا صح فهو مذهبي. * تحقيق المبدأ السامي: الزمالة الدينية القائمة على إهدار العصبيات.