سجّلته الرسالة بالعدد (437) وهو يدعو إلى إنشاء مكتب علمي دائم للجماعة تكون مهمته ما يأتي: أ) معرفة ما تهاجم به الأديان عامة والدين الإسلامي بخاصة في عصرنا الحاضر مع الرد عليه. ب) بحث ما يحصل فيه الاختلاف بين علماء العصر من جهة كونه بدعة يجب تركها أو ليس كذلك ووضع الأُصول الكفيلة بتمييز ما هو بدعة مما ليس بدعة. ج ) العمل على وضع مؤلف يحتوي على بيان ما في كتب التفسير المتداولة من الإسرائيليات التي دست على التفسير وأخذها الناس على أنها من معاني القرآن. د ) بحث المعاملات التي جدت وتجد في العصر الحاضر من جهة حكم الشريعة فيها. هـ ) تنظيم طرق الوعظ والإرشاد والاتصال بالهيئات المعنية بذلك. و ) إحياء الكتب النافعة في مختلف العلوم والإشراف على مجلة الأزهر وإصدار الفتاوى في ما يطلب من الاستفتاءات. هذا ملخص الاقتراح، وقد بسطته الأقلام بالرسالة بسطا واضحا، حتى كتب عنه الأستاذ المدني كلمتين مسهبتين والأستاذ السبكي مقالا افتتاحياً، وبدل أن يكون لذلك تأثيره النفاذ لدى المسؤولين، نرى بعض من يحرفون الكلم عن مواضعه ويفسرون اقتراح الأستاذ شلتوت بأنه مهاجمة للشيخ المراغي، وتدور الدسائس المغرضة مداراً يدعو الشيخ الأكبر إلى الإغضاء عنه فلا يمهّد الأسباب لتنفيذه على ضرورته الملحة وخطره الكبير. وكان من أثر مقالات الرسالة المتتابعة، وجهود جماعة الشيخ عبد المجيد سليم على صفحاتها ما أوهم الأستاذ المراغي بأن الزيات يثير عليه الثوائر، وبخاصة حين ظهرت الرسالة تحمل مذكرة شهيرة كان الإمام المراغي قد أعدها أثناء ولايته الأولى على الأزهر بسط بها وجوه الإصلاح كما يرتئيه، ثم تولى الأمر بعد ذلك فنسى ما اقترح أو تناساه، وقد مهد لها الأستاذ الزيات بمقدمة جريئة قال فيها، الرسالة 41 "والأستاذ المراغي قد وضع هذه المذكرة لتكون برنامجه في سياسة الأزهر ثم أرتها الحكومة وارتضتها الأمة فلم يبق عليه إلا أن ينفذ ما وضع، ويطبق ما شرح، ولكن أزهر المراغي لا يزال كأزهر الظواهري يغيّر في الشكل ولا يغيّر في الموضوع، ويستعير هيكل الجامعة الحديثة، ويحتفظ بروح الجامع القديم هل