1ـ نقد روح التعصب المذهبي تغلبت روح التعصب المذهبي الشديدة، حتى وصل الأمر في ذلك بين اتباع الأئمة إلى المناقشة في صحة الإقتداء بالمخالف في المذهب. وأخذت هذه المسألة، مسألة صحة الاقتداء بالمخالف في المذهب – في كل مذهب مجالاً واسعا في البحث والتفريع – وهكذا وصل التعصب المذهبي إلى مثل هذا الحد. وصارت المذاهب بين المسلمين – أو بين أبناء الأزهر – أديان بتقاتل أهلها، ويضلل بعضها بعضا، وهي لا تخرج عن كونها آراء وأفهام ضرر أئمتها الأولون من تقليدها والعمل بها دون الاطمئنان إليها بمعرفة الحجة والبرهان([23]). وكان معجباً كل الإعجاب بقول الإمام أحمد بن حنبل: لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي ولا الثوري وتعلم كما تعلمنا وبعبارة أخرى «لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الثوري ولا الأوزاعي» وخذ من حيث أخذوا. فكان رحمه الله لا يقلد مذهبا، ولا يتعصب لرأى، بل الكل عنده يخضع للبحث والنظر في إطار الكتاب والسنة. ولا مانع لديه أن يقف بجانب الرأي الصحيح فكان يأخذ برأي أحمد بن حنبل وابن تيمية، كما يأخذ برأي الشيعة الإمامية والزيدية. 2- تحقيق مفهوم السلفية ليست السلفية التي ركز عليها الإمام محمد عبده هي الجمود عند النص أو تقليد السلف شبرا بشبر أو حذو القذه بالقذه إنّما السلفية هي فتح باب الاجتهاد والنظرة في الأدلة الشرعية والأخذ بالتأويل ونشر الحق بين الفرق الإسلامية كما يقول الإمام علي: اعرف الحق تعرف أهله وكما يقول الأثر الإسلامي: الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها. وكما يقول الإمام الغزالي: اعرف الحق تعرف الرجال. ذلك ما ذهب إليه الشيخ شلتوت متأثراً بمنهج الإمام محمد عبده فلا يهمه أن يقف مع