والنظر في الأحكام الاجتهادية لجعلها ملائمة للعصور والأمكنة والعرف، وأمزجة الأمم المختلفة كما يفعل السلف من الفقهاء. ويجب أن تدرس الأديان ليقابل ما فيها من عقائد وعبادات وأحكام بما هو موجود في الدين الإسلامي ليظهر للناس بسره وقدسه وامتيازه عن غيره من مواطن الاختلافات، ويجب أن يدرس تاريخ الأديان وفرقها، وأسباب التفرق، وتاريخ الفرق الإسلامية على الخصوص وأسباب حدوثها([21]). يقول الشيخ محمد رجب البيومي: كان شلتوت ممن أشرب حب التشريع فقهاً وأصولاً، وممن عكف على دراسته وتدريسه طالباً وأستاذاً فلفت المراغي ذهنه إلى ضرورة التجديد الفقهي، كي تكون الشريعة الإسلامية قائمة بحاجات العصر، وعد نفسه منذ قرأ المذكرة من جنود المراغي موكب الإصلاح([22]). ومن هنا كان اتجاه شلتوت إلى الدراسة المقارنة نقطة تحول عملي أمام الطلاب والمدرسين، فعرفوا – تطبيقاً – أن أراء الأئمة يؤخذ منها ويرد وأن طالب الأزهر المستنير قد ورث هؤلاء الأئمة جميعاً ولم يتحجر أفقه في زاوية خاصة، بل في كتاب خاص، هو موضوع هواه وسر نجواه. فأصدر مع الشيخ محمد علي السايس كتاباً قيّماً هو الأمثل في بابه، وتجاوز المذاهب الأربعة إلى الزيدية والإمامية. منهج الشيخ شلتوت ركّز الإمام محمد عبده على مصطلح السلف في مقابل الحداثة الأوربية وكان مفهوم السلف لديه، هو: الالتزام بما سار عليه الأئمة المجتهدون وهو: * الوحي: قرآناً وسنة. * الاجتهاد بمفهومه الواسع وليس بمفهومه المذهبي.