للشيخ عبد الرحمن حسن عبد المنعم أحد المندوبين. وقد أثار مندوبو الأزهر إعجاب الأعضاء الأوربيين في سمو الشريعة الإسلامية، وتكلفها بأرقى نمط للحياة الاجتماعية، فكانت نتيجة ذلك أن قرر المؤتمرون بإجماع الآراء ما يأتي: أولاً – اعتبار الشريعة الإسلامية مصدراً من مصادر التشريعة العام (القانون المقارن). ثانياً – اعتبار الشريعة الإسلامية حية صالحة للتطور. ثالثاً – اعتبارها قائمة بذاتها، ليست مأخوذة من غيرها. رابعاً – تسجيل البحث الأول في سجل المؤتمر باللغة العربية، واعتباره بين المجموعة العلمية التي تدّخر للرجوع إليها. خامساً – استعمال اللغة العربية في المؤتمر والتوصية بالاستمرار على ذلك في الدورات المقبلة وهو توفيق لمندوبي الأزهر، يدعو إلى كثير من الغبطة، ويحفظ على الأزهر قديم فخره وحسن سمعته في خدمة الدين، ولغة القرآن. وهذا على الإجمال اتجاه جدير بالتفاؤل، وجدير بلاشك أن يعتبر نهضة محمودة. أثر المراغي على نزعة الشيخ شلتوت الاجتهادية صدر الشيخ شلتوت في نزعته إلى الاجتهاد عن فكر الإمام المراغي النقدي فقد كان شخصية هادئة، ثورية في فكرها، متزنة في منطقها جريئة في آرائها تعلوه المهابة والوقار. طرقت تلك الشخصية الفذة أبواب التجديد وهي عديدة منها الأزهر ومناهجه وشهاداته والجمود الذي لبد بغيومه على العقول والأذهان وكان التجديد في الفقه الإسلامي أمله وغايته ولا عجب فهو علم بيني الشخصية الإسلامية وهو علم إسلامي أصيل يشكل سلوك الشخصية الإسلامية ويرافقها حتى بعد الموت ومثار إعجاب الغرب والمستشرقين فهو علم تطور وتدرج في مراقي النشوء والارتقاء من مائدة الإسلام نفسه لذلك نرى أن الإمام المراغي أولاه عناية فائقة ثم تسلمها الشيخ شلتوت من هذه الرؤية. انطلق الإمام المراغي مصدراً رؤيته بقوله: ويجب أن يدرس الفقه الإسلامي دراسة حرة خالية من التعصب لمذهب، وأن تدرس قواعده مرتبطة بأصولها من الأدلة، وأن تكون الغاية من هذه الدراسة عدم المساس بالأحكام المنصوص عليها في الكتاب والسنة، والمجمع عليها