كتدوين القرآن.. فإن الأمة الإسلامية مجمعة على أن القرآن هو المصدر الأول في كل شيء وإن وجود كتب أخرى مع البخاري ومسلم ليعني بشكل أكيد أن المسألة تحتاج إلى مراجع وذلك ليس لتفضيل صحيح على صحيح أو مسند على مسند أو سنن على سنن إنّما أود من تلك الدعوة دعوة إعادة النظر لتصنّف مراتب الحديث من خلال النظرة الجديدة فقد تتساوى أحاديث في الصحة وقد تضعف أحاديث من خلال مراجع الرواه. فلو أن المحدثين قد قنعوا بعمل البخاري أو مسلم لما تشكلت مجموعات الحديث التي عرفت بالمسانيد أو السنن إنّما وجودها بيننا ليدحض الزعم القائل أن تحقيق البخاري لصحيحة ليس نهائياً ومغلقاً كالقرآن. وإذا كنا نقول أن غلق باب الاجتهاد يمثل عصور الضعف والانحلال ومناقض تماماً لمبدأ الإسلام الذي يهتم بالتدبر بداية من القرآن ذاته فأولى بنا أن تكون تلك العصور التي مرّت بالأمة الإسلامية قد رسخت وخلعت خلع التقديس والاستكانة العلمية في نفوس ذوي الأهلية من العلماء، كما أن النظم السياسية لم تكن تقدم لهم الضمان الكافي لحرية الفكرة. بوادر التمهيد الفكري للتقريب بين المذاهب مهدت مراحل الإصلاح تلك إلى توسع في مفهوم الثقافة الإسلامية وإنهاء الصراع المذهبي بالدراسة الحرة المستنيرة لها، ولقد أوضحت اللقاءات الفكرية مساحات ثقافية مشتركة، مهّدت السبيل إلى التجديد والإصلاح منها: * أفاد وجود السيد جمال الدين في مصر تلاميذه الأخذ بالمنهج العلمي في نظرة التسامح إلى الشيعة الإمامية الإثني عشرية فجردهم عن نزعات التعصب المذهبي، ودفع بالشيخ الإمام إلى شرح نهج البلاغة. * كما أدت علاقات التعاون بين السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي والشيخ الإمام سليم البشري شيخ الأزهر واشتراكهما في تأليف: كتاب المراجعات إلى بدايات رسالة التقريب بين الجانب السني والشيعي. * استقبل العلماء كتاب: (أصل الشيعة وأصولها) للإمام المغفور له الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء النجفي، استقبالاً حسناً فأوقفهم على حقيقة التشيع، ومعتقد الشيعة