والصراعات والتناقضات نفسها. إن الدول العربية الإسلامية وجدت نفسها بين أمرين: من شوق إلى بعث ماضي الإسلام الذي نحيّت عنه منذ زمن طويل وبين سحر النموذج الغربي. فلقد بدأت نهضتها بعد حروب التحرير الوطنية والصراع ضد الاستعمار تستعير نفس النموذج القومي. ثم بدأت تقاسي مسألة الفراغ في النظم من مفاهيم الخلافة والإمامة التي ألغيت منذ زمن.. كذلك بدأ الصراع يشتد من مسألة التوافق بين القادة السياسيين والنخبة المثقفة من أجل فرض النموذج الأوربي على الدول العربية الإسلامية حديثة الاستقلال ورفض إجراء أي تصحيح أو تعديل عليه. ولاشك أن الحلم بوحدة الأمة الإسلامية مازال يراودها من خلال محاولة المنظمات الإسلامية كمنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة الإسلامية، وهذه الفكرة الوحدوية تثير دائما أصداء واسعة وعميقة لدى الأمة الإسلامية وتجعلها ذات مصداقية ولكن دون جدوى. ومازالت هذه الشعوب تطالب بإيجاد وسائل للتعبير الديمقراطي عن نفسها ولكننا نلاحظ أن انفجارات الغضب الشعبي سرعان ما تقمع من قبل الأنظمة الموجودة ثم تحتقر وتتهم بالخيانة للقضية القومية؛ لأنها مشغولة فقط بمسألة استمراريتها والبحث عن أقصر الطرق إلى الإصلاح ولو غيّرت الجامعة العربية من ميثاقها لتفرد بجناحيها على دول العالم الإسلامي لكان أفضل وأحسن وإن رفض الغرب. أما الجانب الثاني من التجديد وهو: اختلاف مصادر الإقليمية الإسلامية في السنة النبوية: فأهل السنة يجعلون الإمام البخاري 256 هـ والإمام مسلم 261 هـ من أهم مصادر السنة. والشيعة الإثنا عشرية لها الكافي في علوم الدين للكليني 328هـ . وقد أكمل أبو ضيف إليه مجموعة ابن بأبويه سنة 381هـ والطوسي 460هـ. والخوارج يعتمدون على الجامع الصحيح للربيع بن حبيب نهاية القرن الأول. واختلافات هذه الفرق الثلاث واضحة حول مفهوم الخلافة والسلطة والقيادة وكل