ولقد بصمت الدعوة الإصلاحية التجديدية ببصماتها على المجتمع الهندي الإسلامي فقويت الجماعة الوطنية التي استيقظت وقويت في الإسلام في الهند – وشكلت «جامعة عليكره» النخبة الإسلامية المعاصرة التي تسلمت مقدرات الدولة الباكستانية الفتية. ويعتبر محمد إقبال، مبشراً بالدولة الإسلامية الجديدة في الهند. ولكنه لم يشاهد نجاح أفكاره السياسية، لأنه مات قبل تسع سنوات من تحقيق دولة الباكستان، التي بشر بها إرثاً لماضي إسلامي كبير. وأحدث عمل المصلحين، هذا، دوياً عظيماً في الطبقات الوسطى وسواد الشعب المسلم. وهذه الحركة بشكلها: السياسي والاجتماعي، حفظت على الجماعة إسلامها وهويتها ووقفت بحماسها الشعبي للدفاع ضد تأثير الاجتياح الأجنبي. وتأسست بين سنة 1920 ـ 1930 جمعيات إسلامية عديدة يجمعها هدفان: * النضال ضد النفوذ الأجنبي. * بعث عظمة الإسلام وماضي الجماعة الإسلامية. ووفق طبيعة الإسلام فإن الإصلاح إصلاح ديني وسياسي واجتماعي. ثانيا: العلمانية وحركات الإصلاح وإذا كان التجديد الإصلاحي قد سعى إلى التركيز على أن الإسلام هو الطريق الصحيح السليم، فإن هناك في المقابل حركات إصلاحية، أخرى، تذهب بالعكس إلى تغيير جذري في الدستور الإسلامي. وهذه الحركات تستهدف العلمانية الأوربية، تلك العلمانية التي اتخذت من مبدأ فصل الكنيسة عن الدولة شعاراً للتنظيم الدولي والاجتماعي في الغرب. وقد طبقت في تركيا وحدها من بين جميع البلدان الإسلامية، العلمانية الكاملة. وكان مؤسسو تركية المعاصرة قد نشأوا في جو الوطنية الأوربية. فكمال أتاتورك وضع مقابل النظام الإسلامي نظاماً غربياً: فصل الدين عن الدولة فصلاً تاماً، الأمر الذي يجعل من العلمانية مبدأ لا يحيد عنه، وغدت تركيا بالمفهوم الكمالي، دولة علمانية.