وقد تصدى الإمام الحكيم للمرجعية الدينية بصورة رسمية بعد وفاة المرجع الأعلى الأصفهاني سنة 1365هـ – 1946 ميلادية، ورجع عليه عموم الشيعة في العراق وأفغانستان ولبنان ومناطق الخليج وبعض مناطق الهند والباكستان ولاسيما بعد وفاة المرجع آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين. ثم انتهت إليه المرجعية الدينية العليا بعد وفاة الإمام البروجردي، حيث رجعت إليه عموم الشيعة في المناطق الأخرى كما ذكرت، علماً انه في جميع الأحوال كان هناك مراجع آخرون إلى جانب مرجعية الإمام الحكيم ومرجعية الإمام البروجردي، ولكنهم أما محليون أو محدود والمرجعية نسبياً. والحديث عن الإمام الحكيم حديث واسع لا يسعه هذا المجال من البحث، ولكن لابد أن أشير إلى عدة ملاحظات في حياته: الأولى: انّ ولادته كانت سنة 1306هـ وفقد والده عملياً بعد ثلاث سنوات من ولادته، حيث كان قد هاجر إلى لبنان للقيام بواجباته هناك، ثم توفاه الله بعد ذلك بقليل، وكان عمر السيد الحكيم حينها ستة سنوات، فبدأ حياته عصامياً. الثانية: انه كان قد شارك في حرب الجهاد ضد الغزو الانجليزي في سن السابعة والعشرين تقريباً، حيث كان الأمين المساعد لقائد الجبهة الشعبية في (الشعيبة) آية الله المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي الذي كان زميلاً لوالده وكان له حق الرعاية والتربية الروحية، وبذلك بدأ حياته العملية في هذه الظروف الصعبة ظروف الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة والخلافة الإسلامية ووقوع العالم الإسلامي تحت السيطرة العسكرية للأجانب. وكانت مساهمته هذه لها دور خاص في فهمه السياسي والاجتماعي والتقريبي، حيث كان يقاتل المجاهدون من جميع المذاهب والأعراق طوعاً جنباً إلى جنب دفاعاً عن الإسلام والقيم الإسلامية. الثالثة: وقد ركّز في عمله العلمي بصورة أساسية على: