لفكرة تأسيس دار التقريب (التي قادها العلامة الشيخ محمد تقي القمي والثلّة الطيبة من رفاقه ومنهم شيخ الأزهر الشريف الفقيد الشيخ شلتوت) الدور الكبير في تأسيس هذا المنهج الإسلامي الأصيل وما أنتجه من ثمرات علمية وفكرية ومناخ روحي ونفسي، حيث توج ذلك كلّه بصدور الفتوى لشيخ الأزهر الشريف الشيخ شلتوت بصحة التعبُّد بمذهب الإمامية الاثني عشرية. ولاشك بحسب نظري ونظر الكثير من المراقبين بوجود عوامل أخرى هيئت المناخ لصدور هذه الفتوى، وهي عوامل تستحق الإشارة إليها ـ كما سوف أصنع ـ ولكنها لا تقلل مطلقاً من أهمية هذه الجهود ودورها في هذه الثمرة الطيبة، ولا تسيء إليها باتهامها بأنها فتوى سياسية – كما يحاول بعض أن يصنع ذلك – فانه يكفينا ما أكده الفقيد الغالي فضيلة الشيخ شلتوت من إخلاصه وصدقه فيها وهو صادق فيما يقول وما يؤكد لأن هذه الرؤية والإخلاص كانا موجودين لديه ولدى أستاذه الشيخ عبد المجيد سليم، ولكن المناخ السياسي والاجتماعي لم يكن ملائماً لحدوث ذلك وتقبله. فشكر الله سعيهم وأجزل ثوابهم وثواب كل من ساهم في هذا العمل الوحدوي العظيم، وتقبله منهم أفضل القبول. 2- الإمام الحكيم وأما الإمام الحكيم، فهو ينتمي أيضاً إلى جد الأسرة العلمية للإمام البروجردي نفسها في الأُصول ولكنها انقطعت عن العلم فترة قصيرة من الزمن بسبب ظروف الهجرة إلى العراق واستقرارها في النجف الأشرف وتوجهها لطب الأبدان وخدمة المرقد الشريف للإمام علي (عليه السلام)، حتى استأنفت مرة أخرى هذا المسار في أواسط القرن الثالث عشر للهجرة، وتخرج منها منذ ذلك الوقت وحتى الآن عشرات المجتهدين وكبار العلماء والمراجع والمؤلفين، واستشهد منها في العقدين الماضيين حوالي خمسين شهيداً فيهم عدد من المجتهدين والأفاضل.