كالمدرس والمساجد والحوزات العلمية وعلى نشر الكتب التراثية، وعلى نشر وتأليف الموسوعات الحديثية والرجالية. ويمكن أن نلاحظ في عمله التقريبي الأبعاد التالية: 1ـ نشر كتب الفقه والتفسير المقارن مثل كتاب (التبيان ) للشيخ الطوسي الذي يعتبر الأصل لكتاب (مجمع البيان) وحلقة الوصل بين التفسير الشيعي والتفسير السني الروائي المتمثل بجامع البيان للطبري، حيث أخذ منه واعتمد عليه بصورة أساسية. وكذلك نشر كتاب الخلاف للشيخ الطوسي نفسه الذي كان ولا يزال يعتبر من كتب الفقه المقارن. وبذلك يكون السيد البروجردي قد أحيا مرة أخرى المنهج التقريبي الذي بدأه الرعيل الأول. 2- التأكيد على عنصر المشتركات في الفقه والتراث بين المسلمين، ومن هذا المنطلق كان تأييده لفكرة دار التقريب وإسنادها واهتمامه بالتركيز على حديث الثقلين أكثر من التركيز على موضوع الإمامة والعقائد الأخرى الخلافية. 3- تأكيده للمنهج التقريبي في أخذ الحديث وفهمه، وذلك من خلال ما كان يصفه الرعيل الأول من مراجعة مصادر الحديث لدى السنة والشيعة، إيماناً منه بأنّ هناك عدداً كبيراً من الأحاديث الموجودة في كتب جمهور المسلمين هي أحاديث معتبرة ويمكن التثبت من اعتبارها من خلال تجميع مضامينها وأسانيدها، وهذه حقيقة يعترف بها الفقه الشيعي بصورة عامة بما يعبّر عنه فيه من الأحاديث (النبوية) التي لا يوجد فيها سند معتبر خاص ولكنها تم تداولها في جميع العصور حتى أصبحت متواترة أو موثوقة الصدور. 4- تأكيده للمنهج التقريبي في الاستنباط من خلال فكرة أنّ الكثير من التفاصيل التي وردت في الأحاديث الخاصة بطريق أهل البيت عليهم السلام إنّما جاءت لتوضيح أو تكميل أوملء الفراغات الفقهية التي كانت موجودة في الوسط العلمي الإسلامي، وبذلك يشكل معرفة الفقه العام وفهمه قرينة مهمة في فهم هذه الأحاديث واستنباط الحكم الشرعي منها. وقد كانت لجهود آية الله العظمى السيد البروجردي العلمية والمنهجية وإسناده ورعايته