البروجردي الذي نقيم هذا المؤتمر لتكريمه وقرينه شيخ الأزهر الشيخ شلتوت، وإنّما أحاول أن أتناول الجانب التقريبي في مرجعيتهما، وهما يمثلان نموذجين صالحين للمرجعية ومختلفين في أبعادهما التقريبية أيضاً، بالرغم من إنـّهما متعاصرين كتعاصر الشيخ الصدوق وابن الجنيد الاسكافي مع تقدم أحدهما على الآخر بعقد من الزمن أو يزيد قليلاً. كما أنهما وإن كانا من سلالة واحدة، حيث يجمعهما الجد السابع لهما وهو السيد الشريف مراد الطباطبائي الحسني، ولكنهما عاشا في بلدين مختلفين، أحدهما في العراق والآخر في إيران. 1ـ الإمام البروجردي أما الإمام البروجردي، فسوف يطلع السادة الأفاضل بصورة تفصيلية على معالم حياته وشخصيته من خلال بحوث هذا المؤتمر والكتب المؤلفة والمعروضة عن شخصيته، ولكنه بصورة إجمالية: فانّ الإمام البروجردي الطباطبائي ينتمي إلى أسرة علمية عريقة في أصولها وفروعها، وقد درس على خيرة العلماء في إيران والنجف الأشرف ثم رجع إلى إيران ليستقر في بروجرد مدفن جدّه الأعلى السيد محمد الطباطبائي جد الأسر العلمية الثلاث المعروفة آل بحر العلوم وآًل الحجة وآل البروجردي. وعند وفاة المرجع الأعلى الإمام السيد أبو الحسن الأصفهاني توجه إليه علماء وطلبة الحوزة العلمية بطلب الانتقال إلى قم ليتسلم فيها شؤون المرجعية والحوزة العلمية والتدريس، ورجع إليه غالبية الشيعة في إيران والباكستان والهند وأفريقيا والكويت من الخليج، وبعض الشيعة في مناطق أخرى. ولاشك بأنّ الشيعة في إيران يمثلون من حيث الكم والكيف الثقل الأهم في الشيعة الإمامية في وقت كانت حوزة النجف الأشرف في العراق لازالت تضم الثقل الكبير في الجانب العلمي والكمي، ولكن هذا الثقل يمثل الجانب الإيراني فيه الجانب الأهم أيضاً. وقد ركّز (قدس الله سرّه الشريف) في حركته المرجعية على بناء المؤسسات العلمية