الرعيل المعاصر للمرجعية يمثل المرجعية الدينية في العصر الحاضر عدد كبير من المراجع الدينيين منذ بداية القرن الرابع الهجري وحتى يومنا الحاضر، حيث كانوا يتميزون بصورة واضحة في منهجهم التقريبي أمثال السيد ميرزا حسن الشيرازي الكبير الذي كان انتقاله إلى سامراء وتطوير علاقته بالخلافة العثمانية يمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه وذلك للمحافظة على وحدة الأمة وقوتها أمام التهديدات الخطيرة التي كانت تواجهها من خلال التمهيد للغزو العسكري بالحركة التبشيرية الواسعة والمعاهدات الاقتصادية المذلّة. ومن هؤلاء المراجع الكبار العظام الآخوند الخراساني صاحب (كفاية الأُصول) والسيد محمد سعيد الحبّوبي والسيد مهدي الحيدري والسيد محمد كاظم اليزدي صاحب (العروة الوثقى) والميرزا محمد تقي الشيرازي، والمحقق النائيني والسيد أبو الحسن الأصفهاني، وانتهاءً بالسيد البروجردي والسيد الحكيم والإمام الخميني الذين كان لهم دور متميز في الدفاع عن الأمة الإسلامية والخلافة الإسلامية العثمانية السنية في مواجهة الغزو الانجليزي تعبوياً وعسكرياً وعدم الاستسلام للوعود العريضة بالحرية السياسية والمذهبية، وكذلك مواقفهم المشهودة في مواجهة الحركة الصهيونية التي كانت ولازالت تهدد المقدسات الإسلامية في فلسطين. والحديث عن مواقفهم الفكرية والسياسية في المجالات التقريبية حديث واسع، لذا سوف أكتفي بالإشارة إلى مثالين معاصرين لفضيلة شيخ الأزهر الشيخ شلتوت وكان له معهما علاقة ومراسلة خاصة، وهما: آية الله العظمى المرجع الكبير السيد البروجردي الذي تحولت إليه المرجعية العامة بعد الحرب العالمية الثانية، ووفاة المرجع الأعلى السيد أبو الحسن الأصفهاني. وآية الله العظمى المرجع الكبير السيد الحكيم الذي كان مرجعاً معاصراً للسيد البروجردي، ولكنه أصبح المرجع الأعلى بعد وفاته سنة 1960م – 1380هـ حتى توفاه الله تعالى في سنة 1970م – 1390هـ. ولا أريد أن أطيل الحديث في ترجمتهما، لأنهما مرجعان معاصران ولاسيما السيد