منذ حداثته شيوخ طائفته، كما أخذ منه عدد آخر من شيوخ المذاهب الأخرى. وقد هيأت له كثرة أسفاره وتنقلاته فرصة واسعة لذلك. الثالث: الحرية والاستقلال في التفكير بعيداً عن التعصب، ويلاحظ ذلك بوضوح في الشيخ الصدوق من خلال بعض آرائه التي يخالف بها جمهور الشيعة الإمامية. مثل القول بسهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث يروي ذلك كما يرويه محدثو جمهور المسلمين. وكذلك الموقف المتشدد ضد الغلو والغلاة، حيث يبدو منه انه يرى الغلو في المغالات بنسبة الأوصاف أو الكرامات حتى ما يكون منه معقولاً ومقبولاً، ولكن لابد فيه من الدليل والإثبات. ويمكن أن نلاحظ ذلك بوضوح عندما نقارن بين النتائج التي توصل إليها في كتابه (الاعتقادات) والنتائج التي توصل إليها تلميذه الشيخ المفيد، مما يؤكده وجود هذه الصفة في الاستقلال والحرية الفكرية بعيداً عن التعصب. الرابع: قبول فكرة الحوار العلمي سواء على مستوى العقائد أو الفقه والممارسة له عملياً، حيث ينص المؤرخون على انه قد جرت بينه وبين علماء العامة في مجلس ركن الدولة الحسن بن أبي شجاع خمس مناظرات([16]). 2- ابن الجنيد الاسكافي البغدادي ويمثل ابن الجنيد الاسكافي مثالاً آخر للمرجعية الدينية الصالحة، ولكنه مثال يحيطه شيء من الغموض والالتباس، وقد يكون ذلك للأسباب التي سوف نشير إليها. ويبدو أن ابن الجنيد من حيث الولادة والوفاة متقدم على الشيخ الصدوق بعقد من الزمن أو يزيد قليلاً، حيث لم تثبت ولادته ووفاته بصورة دقيقة.